سَأكمِلُ رَسمَ لَوحَاتِي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لَنْ أعْتَذِر ْعَنْ كَلمَاتِيْ , وَسَأكمِلُ رَسمَ لَوحَاتِي



شعرت بالحاجة لكتابة ما كان يدور في خلدي منذ أيام
فأبيت إلاّ وأن أفصح عنه الآن ...
وليسمعوا هم إن أرادوا ..!



خطف مني الأضواء .. لا بل سلب النور من لوحاتي التي على قدر
ما أفخر بها وأحبها على قدر ما أمقتها ...
أنا التي أمضيت نصف حياتي أخط بريشتي أجمل اللوحات وأقبحها..!!
لأجرح كبرياء الغير ...!
ولأعبر عن ما يخالجني من أحاسيس وأهواء ...
أجد لوحاتي التي طالما كانت رفيقة ً لي منذ الصغر قد أصبحت سراب
أمام ريشته ..



~ أصْبَحَتْ سَرَابْ أمَامَ ريشَتهْ ~

كنت أتردد دوماً إليه لأختلس النظر إلى جمال لوحاته ... إلى دقة إتقانه وجمال ألوانه التي تسربت إلى روحي حتى آخر رمق ٍ منها ...
يجلسني أمامه كالدمية .. يحركني كيفما يشاء ..
يخطني بدقة ويلونني بأروع الألوان متى شاء ...!!
التويت على رسمته كالخائفة ملتحفة برداء الصمت والذهول...
تأخذني دهشةُ وذهول ..



~ دهشَة ُ وذهُولْ ! ~

مما أراه من لوحات متقنة الرسم مطلية ُ
بألوان الطيف المخملية ...
أوَ تعلم يا سيدي ما هي أمنيتي ؟
أن أكتشف سر السحر في ريشتك التي لم أراها بعد ..!!
أن أغوص في بحر لوحاتك تحت ضوء القمر والنجوم ...
وبالفعل ..!!
وجدت نفسي أغوص ... عفواً ..!!!
بل أغرق وأغرق في ذلك البحر .. متأملةً ضوء ذلك القمر الشاحب
الذي خطته ريشتك ..
بعينين غائمتين لمحت رسمتك وأعدتُ النظر والتأمل إليها من جديد ...
كانت الكلمات على طرف لساني لكن ضوء القمر أغرقني عوضاً عن
الغرق في بحر لوحاتك ...
لا لا بل جرفني وجردني من الأحاسيس في لوحتك حتى انهمرت دموعي ...



~ انْهمرَت دُمُوعِي ~

سيدي أوَ تريد مني عهداً بالمكوث أمامك ؟؟
كيف ذلك؟؟
كيف وقد أحسست بالوحده والزيف وأنا بين لوحاتك محاصرةُ بريشتك
منكل الجهات ...
ترمقني وتجلسني كالدمية أو بالأحرى كلوحة من لوحاتك الزائفة ...!!
بين الفينة والأخرى أجدني متعلقة بقشة في بحر لوحاتك والتي بسبب زيفها
فضلت الغرق عوضاً عن الخضوع والرضوخ تحت أوامر ريشتك المصطنعة ...!!
لأعلن ...



~ ثَورَة ~

سيدي لن أعتذر عن كلماتي ... وسأكمل رسم لوحاتي ..
فأنا سأبكي لأرسم ... وسأرسم لأبكي ..
سأبكي حباً .. وسأرسم عشقاً ..
أنا لم أطلبك ألوانا زاهية ولوحاتُ متقنة بقدر ما يهمني صدق إحساس
ريشتك الزائفة
بعد ذلك سأستريح وأغمض عيناي
و سأطلق لريشتي العنان حتى تترنح ثملةً من الوجدان ..!
ولن ألون لوحاتي فهي بنظري ملونة ..
ملونة بأحاسيسي وبما يخالجني من دفء المشاعر ..
سأخربش هنا وهناك ...
بل سأمزج إحساسي بلوحاتي .. أما ريشتي فستأبى أن تجاري زيف لوحاتك بعد الآن ...
ومار يشتك إلا وهم من سراب
وما لوحاتك إلا حبيسة لجدران زيفك ..



~ مَسِجْ ~

أوَ تعلمون أننا في زمن أرعن لا يأخذ بعين الاعتبار
سوى القشور ويهمل مضمون ما نخط ...!!
قد تجذبك لأول وهلة لوحة وتقف أمامها مذهولاً بدهشة من شدة جمال إتقانها
وروعة ألوانها ... لكن فيما بعد تكتشف أنها مجرده من صدق المشاعر ...
بل مطلية بألوان الزيف والاصطناع ..



وقد تصادف أمامك خربشات مجرده من الألوان والإتقان لكنها تحمل بين
حناياها مشاعر دافئة صادقة من الوجدان ...